02.ديسمبر 2025

نتالي الطفلة الي ابتسمت أخيراً…..

 

في يوم من ايام عملي كمهرجة طبية، كنت مع زميلي سمسم ابوكعكة بنزور الاطفال في المستشفى، التقيت هناك بطفلة اسمها نتالي، نتالي عمرها ١٢ سنة تقريباً، كانت مختلفة ما بتحكي بسهولة، لسانها شوي تقيل على الكلمات والحروف بتطلع بصعوبة، بتتعثر لما بتطلع من تمها، رغم هيك عيونها الي كانت بتحكي كتير، و بتلمع فيهم البراءة والفضول، غنينا اغنية باسمها، صراحة دكتور سمسم ابدع بالأغنية، لعبنا سوا وتركنا عندها لحظة فرح زي زهرة صغيرة بتزهر لقلبها التعبان.

 وبعد كم يوم وصلني خبر غير اشي جواتي، نتالي بتسأل عني، حكت لاهلها بدي تفاحة واولها فكرو إنها جوعانة وبدها تاكل تفاحة، بس الدكتورة حكتلهم انو تفاحة هي المهرجة الطبية، تفاحة اللماحة، لما سمعت بهالاشي انبسطت، حسيت بشعور غريب ممزوج بحزن لانو كانت تسال عني بس ما كنت موجودة، كانت تستناني وما ظهرتلها بهديك اللحظة، نتالي زعلت وهاد كان شعور مش لطيف لقلبها التعبان، بس يوم الاربعاء  كانت بتستنانا على باب الغرفة، ضحكتها كانت اكبر من الباب، لما شفت امها حكتلي اشي اثر في كتير، حكتلي انو نتالي من بداية حالتها الصحية ما ضحكت ولا مرة بس لما تعرفت علينا ضحكت كتير لاول مرة من فترة، غنينا معها كمان مرة، ضحكنا، ولعبنا معها العاب تركيز واستمتعت معنا كتير وما رضيت تتركنا وضلت معنا للحظة الأخيرة، إمها قربت علي وحكتلي كلمات ما رح أنساها وأنا متاكدة انو الشفاء تاعها رح يكون على ايديكم لانها ما بدها تروح من عندكم.

 هاي اللحظات غيرتني، نتالي ما كانت مجرد طفلة مريضة، كانت روح بتدور على الضو و على حد يسمعها بدون ما تحكي وهاد الضو لو للحظات كان احنا المهرجين الطبيين. 

abaton-monitoring