02.ديسمبر 2025

وصفة فعّالة للكسر…

 

خلال زياراتنا لمستشفى رفيديا الحكومي، أنا المهرج الطبي الدكتور زعرور أبو الزغاليل، وزميلي الدكتور وسيم، واثنان آخران نرتدي زي المهرجين الطبيين، اتجهنا إلى إحدى الغرف حيث الأطفال والأهالي المتواجدون هناك، فجأة، دخلت علينا عائلة جديدة مع ابنهم، الطفل محمد، عمره ٦ سنوات، كانوا يستلمون مكانهم وسريرهم بالغرفة، وبما أنّ محمد كان مريضاً بالتهاب القصبات الهوائية، خاف كثيراً عند رؤيتنا وبدأ يبكي بشدة ويبتعد عنا.

الأب حاول يمسك فيه ليقربه منا، لكني طلبت من الأب أن يترك الطفل ويتركه على راحته، الأب كان قلقاً لأنه خائف على ابنه، فتصرّف معه بطريقة قوة، لكن نحن حاولنا ألا نولي ذلك اهتماماً وتركناه يشاهد كيف نتعامل مع الأطفال الآخرين، وضحكاتهم وتفاعلهم معنا، حتى يطمئن.

وبالفعل، وقف بعيداً يراقبنا، ورأى كيف نعمل مع الجميع وهم سعداء، شعرت أنه بدأ من تلقاء نفسه يريد اكتشاف من نحن، فبدأ يحاول الاقتراب منا أكثر، فطلبت من الأب ألا يلمسه ويتركه يقترب براحة.

كان زميلي الدكتور وسيم يصنع فقاعات مائية، وأنا كنت أفحص طفلًا آخر بالغرفة، وأصدر أصواتًا من "البطة الضاحكة" كأنني أبحث عن دجاجة مخبأة عندي، قمت بنفس الحركة مع الطفل الخائف محمد، فبدأ يتفاعل معي ويظهر فضوله، نزلت على ركبتي وناديت عليه، فحصته وكررت أصوات البطة الضاحكة عدة مرات.

ًالدكتور وسيم طلب من الطفل أن ينفخ في الفقاعات، وعندما نفخ كانت تطير بقوة من شدّة نفسه، جرّبناها عدة مرات مع محمد، واستمتع كثيرا.

وجدتُ أنّ نجاحنا في هذا الموقف لأننا لم نترك الطفل يبكي، وكسرنا لديه فكرة أننا "الدكتورة التي تحقن وتخيف"، بل على العكس، كسرنا حواجز الخوف معه لدرجة أنه طلب أن يتصور معنا، وصار يلحقنا من غرفة إلى أخرى، ووجهه مليء بالضحك والسعادة.

 

abaton-monitoring