02.ديسمبر 2025

إيدي اليمين اسمها يسرى…


أنا الدكتورة بديعة.
من وأنا صغيرة عندي إبداع بكل شيء بعمله، ولهيك قررت أصير مهرّجة طبية وأفرّغ طاقاتي مع الأطفال اللي بستاهلوا يكونوا دائماً مبسوطين.

بآخر زيارة إلي للأطفال المرضى بالمستشفيات، وكانت في شهر واحد الماضي، رافقت زميلتي الدكتورة نقطة بنت بطة، كنت كتير متحمّسة، وبنفس الوقت متوترة، لأنه المستشفى كان مليان حالات صعبة، ومن هون بتبلّش لحظة التباين: إمّا تضعفي قدّام الموقف، أو تحوّليه لنقطة قوة، وتركّزي على دورك بالمكان… لأن كلمة صغيرة أو حركة بسيطة منك بتقدر تغيّر نفسية كتير أشخاص هُناك.

أول ما طلعنا من غرفة الغيار وتجّهزنا لنبدأ الزيارة، صادفتنا الطفلة يسرى في الممر، قبل ما ندخل غرف الأطفال، يسرى طفلة من غزة، زميلتي نقطة بدأت اللعب معها، لعبنا وحكينا وتصوّرنا معها بإرادتها، وغنّينا كمان، وبعدها كمّلنا طريقنا لنبدأ زيارة الغرف.

بالبداية، كانت يسرى فضولية جداً وحابة تضلّ معنا، وتشوف شو بنعمل مع الأطفال والأهالي داخل الغرف، في أول كم غرفة، ظلّت معنا بإرادتها الكاملة، كانت في حالة تأهّب ولطافة، أوّل ما نحكي شغلة، تكملها بطريقة عفوية، ويطلع منها كلام مرتب، تلقائي، واضح، ومليان حياة.
كانت تردد:
(تك تك تك يا أم سليمان… تك تك تك زوجِك وين كان؟
تك تك تك كان بالحقل عم يقطف خوخ ورمّان…
يا يسرى يا ست بدور… شوفي القمر كيف بدور).

بالبداية ما كانت فاهمة تماماً شو منعمل، بس شوي شوي صارت متحمّسة، وعرفنا نعرّفها كـ"دكتورة صاعدة" وإيدنا اليمين بالمستقبل… وهي تضحك وتقول: “أنا رح أطلع شرطة… بس آه، رح أكون دكتورة كمان!”

مع نهاية الزيارة، أوصلتنا يسرى لباب غرفة الغيار، وظلّت واقفة تستنى فينا لنرجع. كان بعينيها وبتعابير وجهها فرح كبير وامتنان واضح، جابتلي دفتر الرسم تبعها، وورجتني رسوماتها وهي طايرة من الفرح، وشكرتنا بكل حب.

صح إنو التقينا بيسرى بس ساعتين بالمستشفى…
بس ظلّت مرافقتنا بذاكرتنا لبعد الزيارة، لأني شفت فيها مهرّجة طبية صاعدة، قادرة تأثّر بالقلوب وتنشر السعادة.

بنحبّك يا يسرى.

 

abaton-monitoring