02.ديسمبر 2025

إعصار داخل المستشفى

 

يوم جديد، زيارة جديدة للأطفال الحلوين المرضى… رايحين نغيّر الجو داخل المستشفى، نحاول نخفف ولو قليلًا من وجعهم.
ما بعرف ليش، بس كل زيارة بحس إنه رح أقابل طفل يترك بصمة بذاكرتي… ويصنع لحظة لا تُنسى.

وبالفعل، من أول ما بلشت الزيارة، دخلنا أنا وزميلي دكتور هادي، وكانت أول من شفناها الطفلة جولان، قاعدة على سريرها، ماسكة التليفون، تحضّر الفيديوهات اللي بتحبها.

وقفنا عند باب الغرفة، رفعت عينها قليلًا عن الشاشة، وما أعطت أي اهتمام بالبداية.
بكل هدوء طلبنا من أمها إذا فينا نقرب لعندها، فسألتها… وكان جوابها: لا، مع ضحكة صغيرة مخفية.
بالنسبة إلي، هاي كانت دعوة من جولان لنلعب سوا، لأنّي بفهم لغة الأطفال.

قلتلها: "زي ما بدك… رح نروح بس حتى نتحرك، لازم حدا ينفخ علينا."
الأم اتفاجأت شوي… وجولان نفخت علينا… وهون بلشنا اللعبة.

كل مرة جولان تنفخ علينا، كان يصير عندنا إعصار صغير وما نقدر نوقف على رجلنا، وهي تضحك!
وكل مرة نرجع نتوازن، ترجع هي تنفخ علينا ونقع مرة تانية… هيك، من عند جولان تحركنا للسرير اللي جنبها.

بنهاية الزيارة، ومع كل الأطفال اللي كانوا بالغرفة، وإحنا متوجهين للباب، لقينا جولان تركت التليفون من إيدها، قاعدة على طرف السرير، تراقبنا بفضول وحماس.
كانت مستنية لحظة تمرق لنفخ عليها… وطبعا، نفخناها، وكانت هي اللي طلعتنا من الغرفة زي الإعصار!

abaton-monitoring