02.ديسمبر 2025

احمد البطل….

 

كنت انا و زميلي مجدي نزال (بدري ابو الندى) بزيارة في مستشفى النجاح الوطني، وانا الدكتور زعرور ابو الزغاليل، بالعادة احنا بندخل غرفة غرفة، فدخلنا على غرفة كان فيها طفل اسمه احمد، واحمد نايم على الكنباي و بايهو تلفون بحضر وامه واقفة جمبه، حاولنا نشتغل مع احمد، عملناله سحر وفقعات وغنينا لاحمد واحمد مش راضي يعطينا اي اهتمام، ما خلينا اشي ما عملنا لاحمد، و احمد نايم على الكنابي وماسك تلفونه، امه  طلبت منه بحسرة إنه يطلع علينا ويعطينا اهتمام،  حكتلها مش مشكلة خليه على راحته، وطلعنا انا وزميلي مجدي على غرفة تانية، وكان فيها طفل اسمو محمد، كانت امه معه، محمد كان مختلف تماماً، اي اشي بنعمله معه بيضحك واحنا نضحك بصوت عالي، ام احمد من الغرفة تانية اجت تسمع و تشوف ليش الطفل محمد بضحك، ام احمد نادتنا كمان مرة على اساس انو نرجع نشتغل مع احمد، على الله يمكن يتفاعل معنا و يعطينا اهتمامه.

 بالصدفة اجت الدكتورة معها ممرضات، حكت لام احمد، احمد اكل؟ الام ردت بحسرة انه  مش راضي ياكل، رافض كل اشي، فالدكتورة حكتلها لازم أحمد ياكل، و شو بتفضلي نجبله اكل، بيضة، لبنة، ساندوش جبنة، بس لازم احمد ياكل، فالام ردت بحسرة وبحزن انه احمد بحب البطيخ، كنت انا وزميلي مجدي بنسمع بالحوار الي داير بين الدكتورة وام احمد، فانا بعفوية وبساطة بحكي للدكتورة والي بخلي احمد ياكل؟ فاطلعت علي  بابتسامة عريضة انه ياريت، بس مستحيل  طلعت، حكيت لاحمد بدي اعمل انا واحمد مسابقة اكل والي بفوز هو البطل، وانا متاكد رح افوز على احمد، من حسن حظي كان في وجبتين موجودات، وجبة فيها بيضة مقشرة والوجبة التانية مش مقشرة، احمد قعد، هاي اول خطوة ممتازة، رحت قعدت جمب احمد، احمد وقف، جمبي فصار زميلي مجدي، يشجع في احمد، عطيتو البيضة المقشرة وانا اخدت البيضة المي مش مقشرة وبلش السباق، احمد صار ياكل في البيضة وانا عم بحاول اقشر وهو سابقني، بحاول اني اقشرها واحمد باكل بالبيضة، امه بتطلع عليه بنظرة سعادة وفرح، احمد باكل قدامها، مستحيل، جبتله مي وشرب مي، احمد حس انو هو بتحدي، بدو ياكل البيضة بدو يسبقني، احمد خلص البيضة وانا بعدني بقشر فيها، وانا بعطي شو احساس انو احمد مش لازم تنتصر علي، واكل البيضة كلها، فكان شعور لا يوصف، انو احمد انتصر على الدكتور زعرور ابو الزغاليل، امه كانت سعيدة وفرحانة، احمد اخيرا اكل بيضة.

 وانا كنت بقمة سعادتي، اولا لانه احمد انتصر علي وأكل البيضة ولانه احمد تفاعل معنا واعطانا اهتمام بعد جهد، وانه قدرنا نطعمي احمد البيضة بعد ما كان مستحيل هالشي، حسيت في عيونه نشوة الانتصار، انتصر علي احمد، وانا اتقبلت الهزيمة بفرح احلى هزيمة بحياتي ممكن انهزمها، فعلاً احمد وقف على اجري ومشى بالكارادور،و كان يطلع علي بنظرة ابتسامة، بعد ما احمد البطل اكل البيضة وشبع وشرب وراها  مي وانتصر، طلع يتمشى في ممر المستشفى، سمعنا كلمات من امو اثلجت قلوبنا، والسعادة غمرتنا، بالنسبة لالي هادا كان فخر، وانجاز عظيم.

abaton-monitoring